بالدين يسمو المرء للعلياء ***وينال ما يرجوه من النعماء
الدين نور والضلالة ظلمة***شتان بين النور والظلماء
نعطي الشباب الاتقياء نفوسنا
Sunday, November 1, 2009
Thursday, April 23, 2009
عجائب الشعر العربي الجميل
هذه بعض عجائب الشعر العربي الجميل وياله من مجال واسع رائع نبدأ بهذا
ألــــــــــوم صديقــــي وهـــــــذا محـــــــــال صديقـــــي أحبـــــــــه كــــــــلاميقـــــــــال وهــــــــذا كـــــــــــلام بليـــــــغ الجمــــــالمحــــــــال يــــــــقال الجمــــالخيــــــال
الغريــــــــــــب فيـــــــه..أنــك تستطيـــع قراءته أفقيــا ورأسيـــا
------------ --------- ---------
ويقول الشاعـر
مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع .... حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين
------------ --------- --------- ---------
حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ سلموا فلا زلّت لهم قدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
يقال أن الابيات السابقه جزء من القصيده الرجبيّه، ولها ميزة عجيبه الا وهي :ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمه، أي تبتدئ من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمه بالشطر الاول من البيت الاول، فإن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمه ايضاً .
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي :
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ****شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا **** قدمٌ لهم زلّت فلا سلموا
------------ --------- --------- ---------
ايضاً من طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فإن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح
قصيدة المدح :
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم وجــدته أظـلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الـدراهم وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتملا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائمولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
قصيدة الذم :
إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالموأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم
------------ --------- --------- ---------
رأيت الناس قد عدلوا إلى من عنده العدلومن لا عنده عدل فعنه الناس قد عدلوارأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالٌ ومن لا عنده مالٌ فعنه الناس قد مالوا رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهبٌ ومن لا عنده ذهبٌ فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة
.....منقول.....والله المستعان.
__________________نَدْعُوكَ رَبِّي أَنْ تَكُونَ دِيَارُنَــــــا = فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ ذَاكَ الْمُفْرِحُنَرْجُوكَ رَبِّي أَنْ تُفَرِّجَ مَا بِنَا = وَتُيَسِّرَ الصَّعْبَ الْعَسِيرَ سَنُفْلِحُ
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل...... خلوت ولكن قل عليّ رقيب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمة) هذه مجموعة من اجمل الابيات هدية لكم
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل...... خلوت ولكن قل عليّ رقيب
و لا تحسـبن الله يغفل سـاعة ........ ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وإذا خـلوت بريبـة في ظلمـة .......... والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها ....... إن الذي خلق الظلام يراني
قال الامام الشافعي رحمه الله
نعيب زماننا والعيب فينا . . . . . ومال زماننا عيـــــــــب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب . . . . . ولــو نطق الزمان لهجـــانا
وقال ايضا
يخاطبني السفيه بكل قبح . . . . . فأكره أن أكون له مجيبــــــــــــــــا
يزيد سفاهة فأزيد حلما . . . . . كعود زاده الإحــــــــــــــــــراق طيــــبا
وقال ايضا
شكوت إلى وكيع سوء حفظي . . . . . فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بــــأن العلــــم نـــور . . . . ونور الله لا يهــــــــــــــــدى لعاصٍ
يقول ابن عباس رضي الله عنه ( في آخر حياته عندما عميت عنياه ) أبيات في قمة الروعة:
إن أذهب الله مـــن عينــي نورها .... ففـــي لســـــاني وقلبي منهما نور
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دَخلا .... وفي فمي صارم ٌ كالسيف مشهور
قال حسان بن ثابت في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم:
أفضل منك لم تر قط عينـي .. وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيـــــب .. كأنك خلقت كما تشــــــاء
وقال الامام الشافعي في (مكارم الأخلاق)
لما عفوت ولم أحقد على أحــــد .... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيـي عـدوي عـند رؤيـتـه .... لأدفـع الشـر عنـي بالتـحــــيــات
وأظهر البشر للإنسان أبغضـــه .... كما أن قد حشى قلبـــــي محبات
الناس داء ودواء الناس قربــــهم .... وفي اعتزالهم قطـــــع المـودات
ليس الفتاة بمالها وجمالها .... كلا ولا بمفاخر الأباء
لكنها بعفافها وبطهرها .... وصلاحــــها للزوج والأبناء
ماأحلـم الله عنـي حيث أمهلنـــي .... وقـد تماديت فـي ذنبــي ويستـرنـي
وقالوا أنا العبد الذي يغلق الأبواب مجتهدا .... على المعاصي و عين الله تنظرني
تمر ساعات أيامي بلا نـــــــــــــدم .... و لابكـــاء و لاخـــوف و لا حـــزنـــــي
و لي بقايا ذنوب لست أعلمهـــــــا .... الله يعلمها في السر و العلــــــــــن
وقال شوقي فيه صلى الله عليه وسلم:
محمـد صفـوة البـاري ورحمتــــه .... وبُغية الله من خلق ومن نَــــــــــسَمِ
وصاحـب الحوض يـومَ الرسل سائلـةُُ .... متى الورودُ؟ وجبريل الأمين ظمي سنــاؤه
وسنـاءُ الشمـس طـالـعــة .... فالجِرم في فلكِ، والضوء في علـمِ
كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... .. .. يغنيك محمـوده عن النسـب
إن الفتى من يقول : ها أنـا ذا ... ... ليس الفتى من يقول : كان أبي
بكيت على الشباب بدمع عيني .... فلم يغني البكاء ولا النحيب
فيا أسفا أسفت على شبابٍ .... نعاه الشيب والرأس والخضيب
عريت من الشباب وكان غضاً .... كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشباب يعود يوماً .... فأخبره بما فعـل الـمــشــيــب
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته .... يبقى ألإله ويفنى ألمال وألولد
أين ألملوك ألتي كانت لعزتها ..... ......... من كل أوب اليها وافد بفد
حوض هنالك مورود بلا كذب .... ... .... لا بد من ورده يوما كما وردوا
فلو كانــت الدنيا تُنــــالُ بفطــــنةٍ .... وفضلٍ وعقل نلتُ أعلى المراتب
ولكنما الأرزاقُ حـــظٌ وقســـمة ٌ .... بفضـــــل مليك لا بحيلــةِ طالبِ
دع الأيام تفعل ما تشاء .... وطب نفساً إذا حكم القضاء
يقول رسول كسرى في وصف عمر :
وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا بين الرعية عطلا وهو راعـيها فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ببردة كاد طـول العهد يبليها وعهـده بملوك الفــرس أن لها سورا من الجند والحراس يحميها رآه مستغــرقا في نومه ، فرأى فيه الـجلالة في أسمى معانيها فقال قـولة حق أصبحت مثلا وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين هانيها يقول الشاعر في الاستعداد للآخرة :
تزود من التقوى فإنك لا تـدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
يا نفس قد ازف الرحيل واظلك الخطب الجليل فتأهبى
يا نفسى لا يلعب بكى الامد الطويل فلتنزلن بمنزل
ينسى الخليل به الخليل وليركبنا عليك من الثرى ثقلا تقيل
قرن الفناء بنا جميعا فما بقى العزيز ولا الذليل
يا نفس توبي فان الموت قد حانا ........... واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أمــــــا ترين المنــايا كيف تلقـطنا ........... لقـطـــــاً و تلحـق أخرانـا بأولانا
في كـــــل يوم لنـا ميت نشــيعه ........... نــــرى بمصـرعه آثــــار موتــانـا
يا نفـس مالي وللأمـوال أتركها .......... خلفي وأخـرج مـــــن دنيـاي عريانا
أبعـــد خمســين قـد قضيتها لعباً ........... قــد آن أن تقتصـري قـد آن قد آنا
ما بالنـا نتعامى عـــــن مصــائرنا ........... نـنـسـى بغـفلتنا من ليـس ينسانـا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا ........... كان زاجـرنا بالحـرص أغرانـا
أيـــــن الملوك وأبنــاء الملوك ومن ........... كانت تخـر له الأذقـان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا ........... مسـتبدلـين من الاوطان اوطانا
خلـــوا مدائـن كان العز مفرشـها ........... واستفرشــوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميـادين الهوى مرحاً ........... ورافلا في ثـيـاب الغي نشــوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب .......... يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
قال عمر بن عبد العزيز
ان إستطعت فكن عالما ... فإن لم تستطع فكن متعلما
فإن لم تستطع فأحببهم ... فإن لم تستطع فلا تبغضهم
إذا قل ماء الوجه قل حيــــاؤه ... ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظــه علـيـك وإنما .. يدل على فعل الكريم حــيـاؤه
إذا ضاق الزمانُ عليكَ فاصبر ولا تيأس من الفرج القريب
وطب نفسـاً بما تلد الليـالي عســـــى ياتيكً بالولـدِ النجيبِ
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ..... إن الظلم آخــره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبــهٌ ..... يدعـو عليك وعين الله لم تنم
أسعد إمرأة في العـــــــــــالم
يا أسعــــد النـــاس في ديــن و في أدبٍ ..... بــلا جُمـــانٍ و لا عِقــــدٍ و لا ذهــــبٍ
بـــــل بلاتســـابيح كالبــشرى مرتـــــلة ..... كالغيثِ كالفجرِ كالإشـــــراقِ
كالســحبِ في سجــــدة ، في دعـــاءٍ ، في مراقبــةٍ ..... في فكـــرةٍ بين نــــور اللـوح و الكـتبِ
في ومضـــةٍ من سنــاء الغــارِ جـاد بها ..... رســــولُ ربِّــــكِ للــرومان و العــربِ
فأنـــــتِ أسعـــدُ كــلِّ العـــــالمين بمــا ..... في قـــلبكِ الطـــاهرِ المعمـــورِ بالقُرَبِ
Wednesday, March 4, 2009
بداية المجتهد ونهاية المقتصد
بداية المجتهد ونهاية المقتصد
الجزء الثاني
( 17 من 28 )
السابق
الفهرس
التالي
الموضوعات
كتاب النكاح
الباب الأول في مقدمات النكاح
الباب الثاني في موجبات صحة النكاح
الفصل الأول في الأولياء
هل الولاية شرط لصحة النكاح
الصفات الموجبة للولاية والسالبة لها
أصناف الولاية
عضل الأولياء
الفصل الثاني في الشهادة
الفصل الثالث في الصداق
حكم الصداق وأركانه
تقرير الصداق للزوجة
تشطير الصداق
التفويض في الصداق
الأصدقة الفاسدة
اختلاف الزوجين في الصداق
في معرفة محل العقد
الفصل الأول في مانع النسب
الفصل الثاني في المصاهرة
الفصل الثالث في مانع الرضاع
الفصل الرابع في مانع الزنا
الفصل الخامس في مانع العدد
الفصل السادس في مانع الجمع بين الأختين
الفصل السابع في موانع الرق
الفصل الثامن في مانع الكفر
الفصل التاسع في مانع الإحرام
الفصل العاشر في مانع المرض
الفصل الحادي عشر في مانع العدة
الفصل الثاني عشر في مانع الزوجية
الباب الثالث في موجبات الخيار في النكاح
الفصل الأول في خيار العيوب
الفصل الثاني في خيار الإعسار بالصداق والنفقة
الفصل الثالث في خيار الفقد
الفصل الرابع في خيار العتق
الباب الرابع في حقوق الزوجية
الباب الخامس في الأنكحة المنهي عنها
كتاب الطلاق
الجملة الأولى من كتاب الطلاق
الباب الأول في معرفة الطلاق البائن والرجعي
الطلاق بلفظ الثلاث
نقص عدد الطلاق البائن بالرق
كون الرق مؤثرا في نقصان عدد الطلاق
الباب الثاني في معرفة الطلاق السني من البدعي
هل من شرطه أن لا يتبعها طلاقا في العدة
هل المطلق بلفظ الثلاث مطلق للسنة أو لا
حكم من طلق في وقت الحيض
الباب الثالث في الخلع
الفصل الأول في جواز وقوعه
الفصل الثاني في شروط وقوعه
الفصل الثالث في نوعه
الفصل الرابع فيما يلحقه من الأحكام
الباب الرابع في تمييز الطلاق من الفسخ
الباب الخامس في التخيير والتمليك
الجملة الثانية من كتاب الطلاق
الباب الأول في ألفاظ الطلاق وشروطه
الباب الأول في أنواع الطلاق المطلقة
الفصل الثاني في ألفاظ الطلاق المقيدة
الباب الثاني في المطلق الجائز الطلاق
الباب الثالث فيمن يتعلق به الطلاق من النساء
الجملة الثالثة في الرجعة بعد الطلاق
الباب الأول في أحكام الرجعة في الطلاق الرجعي
الباب الثاني في أحكام الارتجاع في الطلاق البائن
الجملة الرابعة من كتاب الطلاق
الباب الأول
الفصل الأول في عدة الزوجات
الباب الثاني في المتعة
باب في بعث الحكمين
كتاب الإيلاء
كتاب الظهار
الفصل الأول في ألفاظ الظهار
الفصل الثاني في شروط وجوب الكفارة فيه
الفصل الثالث فيمن يصح فيه الظهار
الفصل الرابع فيما يحرم على المظاهر
الفصل الخامس هل يتكرر الظهار بتكرر النكاح
الفصل السادس في دخول الإيلاء عليه
الفصل السابع في أحكام كفارة الظهار
كتاب اللعان
الفصل الأول في أنواع الدعاوى الموجبة له وشروطها
الفصل الثاني في صفات المتلاعنين
الفصل الثالث في صفة اللعان
الفصل الرابع في حكم نكول أحدهما أو رجوعه
الفصل الخامس في الأحكام اللازمة لتمام اللعان
كتاب الإحداد
كتاب البيوع
الباب الأول في الأعيان المحرمة البيع
الباب الثاني في بيوع الربا
الفصل الأول في معرفة الأشياء التي لا يجوز فيها التفاضل ولا يجوز فيها النَّساء
الفصل الثاني في معرفة الأشياء التي يجوز فيها التفاضل
الفصل الثالث في معرفة ما يجوز فيه الأمران جميعًا
الفصل الرابع في معرفة ما يعد صنفًا واحدًا
اللحم الذي لا يجوز فيه التفاضل
بيع الحيوان بالميت
بيع الدقيق بالحنطة
بيع الربوي الرطب بجنسه من اليابس
باب في بيوع الذرائع الربوية
الفصل الأول فيما يشترط فيه القبض من المبيعات
الفصل الثاني في الاستفادات التي يشترط في بيعها القبض
الفصل الثالث في الفرق بين ما يباع من الطعام مكيلا وجزافا
الباب الثالث في البيوع المنهي عنها من قبل الغبن الذي سببه الغرر
المسائل المسكوت عنها في باب البيوع
المبيعات على نوعين
بيع الأعيان إلى أجل
بيع التمر الذي يثمر
الباب الرابع في بيوع الشروط والثنيا
الباب الخامس في البيوع المنهي عنها من أجل الضرر أو الغبن
نهيه عن تلقي الركبان للبيع
نهيه صلى الله عليه وسلم عن بيع الحاضر للباد
نهيه عليه الصلاة والسلام عن النجش
الباب السادس في النهي من قبل وقت العبادات
الأسباب والشروط المصححة للبيع
الركن الأول في العقد
الركن الثاني المعقود عليه
الركن الثالث العاقدان
باب في الأحكام العامة للبيوع الصحيحة
الجملة الأولى أحكام وجود العيب في المبيعات
الباب الأول في أحكام العيوب في البيع المطلق
الفصل الأول في معرفة العقود التي يجب فيها بوجود العيب حكم
الفصل الثاني في معرفة العيوب التي توجب الحكم
الفصل الثالث في معرفة حكم العيب الموجب إذا كان المبيع لم يتغير
الفصل الرابع في معرفة أصناف التغيرات الحادثة عند المشتري
الفصل الخامس في القضاء في اختلاف الحكم عند اختلاف المتبايعين
الباب الثاني في بيع البراءة
الجملة الثانية في وقت ضمان المبيعات
القول في الجوائح
الجملة الثالثة تابعات المبيعات
الجملة الرابعة إذا اتفق المتبايعان على البيع واختلفا في مقدار الثمن
كتاب الصرف
كتاب السلم
الباب الأول في محل السلم وشروطه
الباب الثاني فيما يجوز أن يقتضي من المسلم إليه بدل ما انعقد عليه السلم
الباب الثالث في اختلاف المتبايعين في السلم
كتاب بيع الخيار
كتاب بيع المرابحة
الباب الأول فيما يعد من رأس المال مما لا يعد
الباب الثاني في حكم ما وقع من الزيادة أو النقصان في خبر البائع بالثمن
كتاب بيع العرية
كتاب الإجارات
النظر في أحكام الإجارات
(الجملة الأولى موجبات عقد الإجارة ولوازمه
الجملة الثانية النظر في أحكام الطوارئ
الفصل الأول النظر في الفسوخ
الفصل الثاني النظر في الضمان
الفصل الثالث في معرفة حكم الاختلاف
كتاب الجعل
كتاب القراض
الباب الأول في محل القراض
الباب الثاني في شروط القراض
القول في أحكام القراض
القول في أحكام الطوارئ
القول في حكم القراض الفاسد
القول في اختلاف المتقارضين
كتاب المساقاة
القول في جواز المساقاة
القول في صحة المساقاة
الركن الأول في محل المساقاة
الجزء الذي تنعقد عليه المساقاة
صفة العمل الذي تنعقد عليه المساقاة
المدة التي تجوز فيها وتنعقد عليها المساقاة
القول في أحكام الصحة
أحكام المساقاة الفاسدة
كتاب الشركة
شركة العنان
شركة المفاوضة
شركة الأبدان
شركة الوجوه
أحكام الشركة الصحيحة
كتاب الشفعة
القسم الأول أركان الشفاعة
الركن الأول الشافع
الركن الثاني المشفوع فيه
الركن الثالث المشفوع عليه
الركن الرابع في الأخذ بالشفعة
المسألة الأولى توزيع المشفوع فيه
المسألة الثانية الإشراك في الشفاعة
القسم الثاني القول في أحكام الشفعة
كتاب القسمة
الباب الأول في أنواع القسمة
القسم الأول قسمة الرقاب
القسم الثاني أقسام الرقاب
الفصل الأول في الرباع
الفصل الثاني في العروض
الفصل الثالث في معرفة أحكام القسمة
القسم الثاني قسمة المنافع
القول في الأحكام
كتاب الرهون
أركان الرهن
الركن الأول الراهن
الركن الثاني الرهن
الركن الثالث الشيء المرهون فيه
القول في الشروط
القول في الأحكام
كتاب الحجر
الباب الأول في أصناف المحجورين
الباب الثاني متى يخرج السفهاء من الحجر
الباب الثالث في معرفة أحكام أفعالهم في الرد والإجازة
كتاب التفليس
كتاب الصلح
كتاب الكفالة
كتاب الحوالة
كتاب الوكالة
الباب الأول في أركان الوكالة
الركن الأول في الموكل
الركن الثاني في الوكيل
الركن الثالث فيما فيه التوكيل
الركن الرابع في صيغة الوكالة
الباب الثاني في أحكام الوكالة
الباب الثالث في مخالفة الموكل للوكيل
كتاب اللقطة
الجملة الأولى أركان اللقطة
الجملة الثانية أحكام اللقطة
باب في اللقيط
كتاب الوديعة
كتاب العارية
كتاب الغصب
الباب الأول في الضمان
الركن الأول الموجب للضمان
الركن الثاني ما يجب فيه الضمان
الركن الثالث الواجب في الغصب
الباب الثاني في الطوارئ
كتاب الاستحقاق
كتاب الهبات
القول في أنواع الهبات
القول في الأحكام
كتاب الوصايا
القول في أركان الوصية
القول في الموصى به
القول في المعنى الذي يدل عليه لفظ الوصية
القول في الأحكام
كتاب الفرائض
ميراث الصلب
ميراث الزوجات
ميراث الأب والأم
ميراث الإخوة للأم
ميراث الإخوة للأب والأم أو للأب
ميراث الجد
ميراث الجدات
باب في الحجب
باب في الولاء
المسألة الأولى في ولاء العبد
المسألة الثانية ولاء من أسلم
المسألة الثالثة إذا قال السيد لعبده أنت سائبة
المسألة الرابعة ولاء المسلم إذا أعتقه نصراني
المسألة الخامسة حكم النساء في الولاء
كتاب العتق
كتاب الكتابة
أركان الكتابة
القول في مسائل العقد
القول في المكاتب
الجنس الأول متى يخرج من الرق
الجنس الثاني متى يرق
الجنس الثالث حكم الرقيق إذا مات
الجنس الرابع النظر فيمن يدخل مع الرقيق
الجنس الخامس النظر فيما يحجر فيه على المكاتب
كتاب التدبير
الركن الأول جواز التدبير
الجنس الأول ماذا يخرج المدبر إذا مات
وأما الجنس الثاني هل للمدبر أن يبيع المدبر
الجنس الثالث ما يتبعه في التدبير
الجنس الرابع تبعيض التدبير
الجنس الخامس مبطلات التدبير
كتاب أمهات الأولاد
كتاب الجنايات
كتاب القصاص
كتاب القصاص في النفوس
القول في شروط القاتل
وأما القول في موجب القصاص
القول في القصاص
كتاب الجراح
القول في الجارح
القول في المجروح
القول في الجرح
كتاب الديات في النفوس
كتاب الديات فيما دون النفس
القول في ديات الأعضاء
كتاب القسامة
المسألة الأولى في وجوب الحكم بالقسامة على الجملة
المسألة الثانية ما يجب بالقسمة
المسألة الثالثة فيمن يبدأ بالأيمان
المسألة الرابعة اختلافهم في شبهة القسامة
كتاب في أحكام الزنا
الباب الأول في حد الزنا
الباب الثاني في أصناف الزناة وعقوباتهم
الباب الثالث ما يثبت به الزنا
كتاب القذف
باب في شرب الخمر
فصل بماذا يثبت حد القذف
كتاب السرقة
فصل جنس المسروق
القول في واجب السرقة
القول فيما تثبت به السرقة
كتاب الحرابة
الباب الأول في النظر في الحرابة
الباب الثاني في النظر في المحارب
الباب الثالث فيما يجب على المحارب
الباب الرابع في مسقط الواجب عن المحارب من التوبة
الباب الخامس بماذا تثبت الحرابة
فصل في حكم المحاربين على التأويل
باب في حكم المرتد
كتاب الأقضية
الباب الأول في معرفة من يجوز قضاؤه
الباب الثاني في معرفة ما يقضي به
الباب الثالث فيما يكون به القضاء
الفصل الأول في الشهادة
الفصل الثاني في الأيمان
الفصل الثالث ثبوت الحق على المدعى عليه
الفصل الرابع في الإقرار
الباب الرابع على من يقضي ولمن يقضي
الباب الخامس كيف يقضي القاضي
الباب السادس متى يقضي
ترجمة المؤلف منقولة من الديباج
Sunday, February 8, 2009
السلطان عبدالحميد الثاني آخر خلفاء الدولة العثمانية
تولي الخلافة: بويع عبد الحميد بالخلافة في (9 شعبان 1293 هـ = 31 أغسطس 1876)، وكان في الرابعة والثلاثين من عمره، وهو الخليفة السابع والعشرون في الخلفاء العثمانيين، وتولَّى العرش مع اقتراب حرب عثمانية روسية جديدة، وظروف دولية معقدة، واضطرابات في بعض أجزاء الدولة، خاصة في البلقاناجتمعت الدول الكبرى في إستانبول في مؤتمر "ترسخانة" في (5 ذي الحجة 1293 = 23 ديسمبر 1876م)، لمناقشة الحرب القادمة، وتزامن ذلك مع إعلان المشروطية الأولى (الدستور)، ثم افتتاح مجلس المبعوثان (النواب) المنتخب من الولايات العثمانية المختلفة، حيث بدأت الخطوات الحثيثة نحو النظام البرلماني. ومع دق طبول الحرب العثمانية الروسية سحبت الدول الكبرى سفراءها من إستانبول، وتركت العثمانيين وحدهم أمام الروسوقعت الحرب في منتصف عام (1294 هـ = 1877م)، وعرفت بحرب 93، وتعد من كبرى حروب ذلك الوقت، ومني فيها العثمانيون بهزيمة كبيرة، واقترب الروس من إستانبول لولا تكتل الدول الأوروبية ضد روسيا، وحضور الأسطول الإنجليزي إلى ميناء إستانبول، وأُمليت على العثمانيين معاهدتي صلح هزليتين هما: آيا ستافانوس، وبرلين، اقتطعت فيهما بعض أراضي الدولة العثمانية، وفُرضت عليها غرامات باهظة، وهُجّر مليون مسلم بلغاري إلى إستانبول
تعطيل الدستور: شعر السلطان عبد الحميد بأنه أجبر على قرار الحرب بسبب ضغوط مدحت باشا -الصدر الأعظم - الذي حرّض طلبة العلوم الدينية العليا للقيام بمظاهرات تجبر السلطان على الحرب. تصاعد الرأي العام على إثر هذه المظاهرات داعيا إلى الحرب. رأى السلطان أن هناك قصورًا في الرأي العام ممثلا في المجلس الذي دفع بالأمة إلى الحرب في غير وقتها وبدون استعداد لها أو حاجة إليها؛ لذلك قام بتعطيل الحياة النيابية إلى أجل غير مسمى في (9 صفر 1295 هـ = 13 فبراير 1878م)، واستمر هذا التعطيل مدة ثلاثين عاما ونصف، بعد حياة نيابية استمرت عاما واحداوالملاحظ أن السلطان لم يلغِ الدستور أو ينحيه، بل استمر نشر الدستور في النشرة السنوية للدولة طيلة 31 عاما متوالية دون انقطاع، وإن كانت أحكامه لم تطبق. ولم يجتمع مجلس الأعيان، ولكنهم استمروا في تقاضي مرتباتهم بصورة رسمية مدى الحياة.. وعلى هذا الأساس فإن السلطان أدار دولته بصورة شخصية دون مجلس، في ظل دستور يمنع تدخل السلطان في شئون الحكومة؛ لهذا وسم السلطان بصفة المستبد والديكتاتوروقد استصوب السياسي الألماني بسمارك ما فعله السلطان عبد الحميد من حل مجلس المبعوثان (النواب)، وعلَّق عليه بقوله: "إن لم يكن قوام الدولة شعبًا واحدًا، فإن ضرر مجلسها يكون أكبر من نفعه"حكم السلطان حكمًا فرديًا من مقر إقامته في قصر ييلذر، وربط جميع مؤسسات الإمبراطورية بشخصه، غير أنه لم يستعمل القوة القسرية في حكمه، حيث لم يتدخل الجيش في الشئون الداخلية، وإن اعتمد السلطان على تحريات الأمن التي قامت بالعديد من التجاوزاتويلاحظ أن السلطان عبد الحميد كان بعيدًا عن سفك الدماء أو أسلوب الاغتيالات وتصفية معارضيه، وكان لا يلجأ إلى عقوبة السجن إلا في القليل، ثم يغيرها بالنفي. ولم يصدّق خلال سلطته الطويلة إلا على خمس عقوبات إعدام فقط، وهي أقل عدد من عقوبات الإعدام في تاريخ تركيا كلها
سياسته ومشاريعه:
كان عبد الحميد الثاني يرى ضرورة العمل على توحيد القوى الإسلامية لمجابهة الروح الاستعمارية الطامعة في الدولة العثمانية؛ لذلك سعى إلى طرح شعار الجامعة الإسلامية، وجعلها سياسة عليا لدولة الخلافة، فعمل على تدعيم أواصر الأخوة بين مسلمي الصين والهند وإفريقيا، ورأى في ذلك الشعار وسيلة لتوحيد الصفوف حوله وحول دولته في الداخل والخارج؛ فاستعان بمختلف الرجال والدعاة والوسائل لتحقيق غرضه، فأقام الكليات والمدارس، وربط أجزاء الدولة بـ30 ألف كيلومتر من البرق والهاتف، وبنى غواصة وعني بتسليح الجيشإلا أن أعظم مشروعاته الحضارية هو سكة حديد الحجاز لتيسير الحج على المسلمين، بحيث يستعاض بهذا المشروع عن طريق القوافل الذي كان يستغرق السفر به أربعين يومًا، وانخفضت المدة بالخط الحديدي إلى أربعة أياموقد خلق هذا المشروع العملاق حماسة دينية بالغة بعدما نشر عبد الحميد الثاني بيانًا على المسلمين يدعوهم فيه للتبرع، وافتتح القائمة بمبلغ كبير؛ فتهافت المسلمون من الهند والصين وبقية العالم على التبرع، باعتبار أن هذا المشروع هو مشروع المسلمين أجمعين. ووصل أول قطار إلى المدينة المنورة في (رجب 1326 هـ = أغسطس 1908م)، بعد ثمانية أعوام من الحماسة والعمل الدائبين
عبد الحميد والدول الكبرى
كان السلطان شخصيًا غير مرغوب فيه بالنسبة للدول الأوروبية؛ لأنه يمسك في قبضته ملايين المسيحيين، وبصفته خليفة للمسلمين فإن له نفوذا وسلطانا روحيا على رعايا الدول الأوروبية المسلمينلم يكن من الممكن لأي من الدول الكبرى أن تقتطع أجزاء من الدولة العثمانية في أوروبا أو البلقان في ظل وجود عبد الحميد الثاني؛ لذا أخذت فكرة إسقاطه تكتسب ثقلا كبيرًا في لندن وباريسكما أن سياساته فيما يتعلق بالجامعة الإسلامية وسكة حديد الحجاز وبغداد، ونجاحه في تشييد سكة حديد بغداد برأسمال ألماني (وبذلك استطاع إدخال ألمانيا إلى قائمة الدول المتنافسة في منطقة خليج البصرة الغنية بالبترول، وضمن عدم اقتراب بريطانيا، وحماية السكة الحديد باعتبار ألمانيا صاحبة امتيازها) كل ذلك أقلق إنجلترا، وأثار عدم ارتياح روسيا، وخلق صلابة في التصميم الأوروبي على ضرورة التخلص من هذا الخليفة الماكر الذي استطاع بدهائه تحييد القوى الأوروبية
موقفه من اليهود .. وخوفه على فلسطين: لما عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في (بال) بسويسرا عام 1315هـ، 1897م، برئاسة ثيودور هرتزل (1860م-1904م) رئيس الجمعية الصهيونية، اتفقوا على تأسيس وطن قومي لهم يكون مقرًا لأبناء عقيدتهم، وأصر هرتزل على أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لهم، فنشأت فكرة الصهيونية، وقد اتصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكالكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال: (( إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل ، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية، و ما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع و ربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما ، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل )) ، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطينعندئذ أدرك خصومه أنهم أمام رجل قوي وعنيد، وأنه ليس من السهولة بمكان استمالته إلى صفها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه مادام على عرش الخلافة فإنه لا يمكن للصهيونية العالمية أن تحقق أطماعها في فلسطين، ولن يمكن للدولة الأوروبية أن تحقق أطماعها أيضًا في تقسيم الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونانلذا قرروا الإطاحة به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسها لتمزيق ديار الإسلام، أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، وحركة القومية العربية، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولعب يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطانيقول السلطان عبد الحميد الثاني في مذكراته عن سبب عدم توقيعه على هذا القرار: "إننا نكون قد وقَّعنا قرارًا بالموت على إخواننا في الدين"أما هرتزل فأكد أنه يفقد الأمل في تحقيق آمال اليهود في فلسطين، وأن اليهود لن يدخلوا الأرض الموعودة (فلسطين) طالما أن السلطان عبد الحميد قائمًا في الحكم مستمرًا فيهكانت صلابة عبد الحميد الثاني سببًا رئيسًا في تأخير مشروع الصهيونية العالمية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين؛ لذلك سعى اليهود للإيقاع بالسلطان وتشويه صورته أثناء حكمه، وكذلك في التاريخ، وتغلغل بعضهم في جمعية الاتحاد والترقي التي أسقطت السلطان، وكان على رأسهم "عمانويل كراسو
السلطان والأرمن: عاش الأرمن كغيرهم من الأجناس التي ضمتها الإمبراطورية العثمانية، واحتل بعضهم منصب الوزير، وكان تعدادهم داخل الدولة لا يزيد على مليوني شخص. ونصت معاهدة برلين على إجراء إصلاحات لصالح الأرمن في 6 ولايات عثمانية في الأناضول، ولم تكن تبلغ أكبر نسبة لكثافتهم السكانية في أي ولاية أكثر من 20%، إلا أن السلطان رفض تطبيق هذه المادة من المعاهدة؛ فقام الأرمن -بإيعاز من بعض الدول الكبرى- بارتكاب مذابح بشعة ضد المسلمين القرويين، حيث بقروا بطون الحوامل وقتلوا النساء، وقطعوا عورات الرجال وحرقوا المساجد، ولم يجد عبد الحميد بُدًا من مواجهة هذا الإرهاب الصليبي، فشنت بالتالي الصحافة الغربية حملة شعواء عليه ووصفته بالسلطان الأحمركذلك عمل السلطان على تشكيل فرق من الأكراد لحماية المسلمين العزل في الأناضول عرفت بأفواج الخيالة الحميدية. ويقول أحد المؤرخين: "إن هذه السياسة حافظت على الوجود الكردي والمسلم في الأناضول حتى اليوم"لم يكتف الأرمن بإشاعة الفوضى وارتكاب المذابح بحق القرويين، بل قاموا بأعمال شغب في إستانبول نفسها سنة (1313 هـ = 1892م) و(1314 هـ = 1896م)، وقد واجهتها القوات العثمانية بحزم، أما الدول الكبرى فتركت الأرمن لحالهم بعد أن أوقعتهم في الأزمة، فحاول الأرمن جذب انتباه الدول العظمى إليهم فخططوا لاغتيال السلطان عبد الحميد سنة (1323 هـ = 1905م) فيما عرف بحادث القنبلة، لكنهم فشلوا في اغتيال السلطان، ومات بعض الأمراء والجنود، وقبض على المتآمر البلجيكي "جوريس"، لكن السلطان عفا عنه، بل استخدمه في جمع معلومات له في أوروبا
الإتحاد والترقي: الاتحاد والترقي هو أول حزب سياسي في الدولة العثمانية، ظهر عام (1308 هـ = 1890م) كحزب سري يهدف إلى معارضة حكم عبد الحميد الثاني والتخلص منه، وبعدما اكتشف السلطان أمر الحزب سنة (1315 هـ = 1897م) نفى الكثير من أعضائه إلى الخارج، وهرب بعضهم إلى باريس، ثم اجتمع المعارضون لحكم السلطان في باريس في (ذي القعدة 1319 هـ = فبراير 1902م) في مؤتمر أطلقوا عليه "مؤتمر الأحرار العثمانية"، واتخذ قرارات مهمة، منها تأسيس إدارات محلية مستقلة على أساس القوميات، وهو ما يعني تمزيق الإمبراطورية العثمانية، غير أن هذا القرار اعترض عليه بعض الحاضرين في المؤتمر، ثم طالب المؤتمرون من الدول الأوروبية التدخل لإنهاء حكم السلطان عبد الحميد وإقصائه عن العرشافتتح الاتحاد والترقي فروعًا له داخل الدولة العثمانية التحق بها عدد كبير من الضباط الشباب وذوي الرتب الصغيرة، ثم تزايد عدد الضباط حتى قيل إن كل ضباط الجيش العثماني الثالث في البلقان سنة (1326 هـ = 1908م) كانوا منضمين إلى الاتحاد والترقي. وتحالفت الجمعية مع الثوار في البلقان، وأهدرت عصابات البلغار واليونانيين كثيرًا من دماء المسلمين بالاتفاق مع الاتحاديين بغرض هدم النظام الحميدي. وبدأ الاتحاديون في قتل الموظفين العثمانيين الذين لا يتعاونون معهمبعد كثير من الاضطرابات والوقائع قرر السلطان عبد الحميد استئناف تطبيق الدستور في جمادى الآخرة (1326 هـ = يوليو 1908م)، وتولت جمعية الاتحاد والترقي الحكم، وأعلنت تطبيقها لمبادئ الثورة الفرنسيةوالواقع أن تولي الاتحاد والترقي الحكم لم يؤسس الديمقراطية، وإنما تحول النظام إلى حزب واحد وديكتاتورية واحدة حوت جميع العناصر الراغبة في تمزيق الدولة. وكما يقول أحد المؤرخين: "لو كانت المشروطية الثانية نتيجة حركة شعبية، لأمكن تخطي الخطوة الأولى للديمقراطية"، وكان ضباط الاتحاد والترقي يقولون بأن المشروطية الثانية هي ضيعتهم وحدهم دون غيرهم، واقترن إعلان الدستور ببعض الحوادث المؤلمة للدولة العثمانية؛ إذ أعلنت بلغاريا وكريت انفصالهما عن الدولة العثمانية والانضمام لليونان، واستقلت البوسنة والهرسك
حادث 31 مارترأى الاتحاديون ضرورة التخلص من السلطان عبد الحميد وإسقاط حكمه، واتفقت هذه الرغبة مع رغبة الدول الأوروبية الكبرى خاصة بريطانيا التي رأت في ذلك الخطوة الأولى لتمزيق الإمبراطورية العثمانية، وشعر اليهود والأرمن أنهم اقتربوا كثيرًا من أهدافهم؛ لذلك كانت أحداث 31 مارت (هو الشهر الأول من شهور السنة الرومية، ويقابل شهر إبريل، مع فارق بين الشهرين مقداره 18 يوما) ويوافق يوم (21 ربيع أول 1327 هـ = 13 إبريل 1909)؛ حيث حدث اضطراب كبير في إستانبول قتل فيه بعض جنود الاتحاد والترقيوعلى إثر ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونقلت إلى إستانبول، وانضمت إليها بعض العصابات البلغارية والصربية، وادعت هذه القوات أنها جاءت لتنقذ السلطان من عصاة إستانبول، وأراد قادة الجيش الأول الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول إستانبول والقضاء عليها إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم استخدام السلاح ضدهم؛ فدخلت هذه القوات إستانبول بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، وسطوا على قصر السلطان وحاولوا الحصول على فتوى من مفتي الدولة بخلع السلطان لكنه رفض، فحصلوا على فتوى بتهديد السلاحواتهم المتآمرون الثائرون السلطان بأنه وراء حادث 31 مارت، وأنه أحرق المصاحف، وأنه حرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضًا، وهي ادعاءات كاذبة كان هدفها خلع السلطان عبد الحميد، وأعلنوا عزلهندب الثائرون أربعة موظفين لتبليغ السلطان بقرار العزل، وهم: يهودي وأرمني وألباني وجرجي، وهكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من عبد الحميد الثاني. واعترف الاتحاديون بعد ذلك بأنهم أخطئوا في انتخابهم لهذه الهيئةتنازل السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش لأخيه محمد رشاد في (6 ربيع آخر 1327 هـ = 27 إبريل 1909م)، وانتقل مع 38 شخصًا من حاشيته إلى سلانيك بطريقة مهينة ليقيم في المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي بعدما صودرت كل أملاكه وأمواله، وقضى في قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف
وفاته رحمه الله : تُوفِّي السلطان عبد الحميد الثاني في (28 ربيع آخر 1336 هـ = 10 فبراير 1918م) عن ستة وسبعين عامًا، واشترك في تشييع جنازته الكثير من المسلمين، ورثاه كثير من الشعراءوقام برثاءه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة جميلة حيث قالضجت عليك مآذن ومنابر .. وبكت عليك ممالك ونواحالهند والهة ومصر حزينة .. تبكي عليك بمدمع سحاحوالشام تسأل والعراق وفارس .. أمحا من الأرض الخلافة ماحنزعو عن الأعناق خير قلادة .. ونضوا عن الأعطاف خير وشاحمن قائل للمسلمين مقالة .. لم يوحها غير النصيحة واحعهد الخلافة فيه أول ذائد .. عن حوضها بيراعه نضاحإني أنا المصباح لست بضائع .. حتى أكون فراشة المصباحكما رثاه شاعر العراق جميل صدقي الزهاوي، بقصيدة عن العهد الحميدي قال فيهاوقد بعث الله الخليفة رحمة .. إلى الناس إن الله للناس يرحمأقام به الديان أركان دينه .. فليست على رغم العدى تتهدموصاغ النهى منه سوار عدالة .. به إزدان من خود الحكومة معصموكم لأمير المؤمنين مآثر .. بهن صنوف الناس تدري وتعلمويشهد حتى الأجنبي بفضله .. فكيف يسيء الظن من هو مسلمسلام على العهد الحميدي إنه .. لأسعد عهد في الزمان وأنعمفي جنازة السلطان قال رضا توفيق وهو أكبر معارضي السلطان عبد الحميدعندما يذكر التاريخ اسمك يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيمكنا نحن الذين افترينا دون حياءعلى أعظم سياسي العصرقلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنونقلنا لا بد من الثورة على السلطانوصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان
Subscribe to:
Posts (Atom)